موقف الإدارة الأمريكية من نشاط الأحزاب السياسية في النمسا عام 5491
Abstract
بعد تقسيم النمسا الى اربع مناطق احتلال بين الدول الكبرى، وضعت سالزبورغ " Salzburg " والجزء الغربي من النمسا العليا " OberÖsterreich " )جنوب نهر الدانوب(تحت سيطرة القوات الأمريكية، حيث عملت على اعداد برنامج سياسي لإعادة . تأهيل وبناء المؤسسات الإدارية والأمنية في هذه المنطقة منذ 4تموز 5491 إلا أن مهمة الإدارة الأمريكية في النمسا لم تكن بالسهلة، ولعل السبب في ذلك يعود الى مشاكل النمسا الإقليمية لاسيما الحدودية منها، حيث كانت المناطق الحدودية تمثل ملاذ ا آمن ا لدعم المجاميع والأجندات السياسية العاملة تحت غطاء سياسي لحكومات الدول المجاورة، فقد كان للتدخل السوفياتي في النمسا دور كبير في تحفيز دول أخرى على دعم مشاريعها التوسعية كما هو الحال بالنسبة ليوغوسلافيا التي طالبت بضم جزءا من الاراضي النمساوية، لذا كانت النمسا مع نهاية الحرب العالمية الثانية تعد بمثابة بؤرة للصراع السياسي والإيديولوجي بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي، إذ كانت عامل جذب جديد في تصفية الحسابات السياسية وأرض خصبة لعمل المليشيات والأحزاب التي كانت ما بين مؤيد لمشاريع الإدارة الأمريكية ومعارض لها. وعلى الرغم من ظروف الحرب العالمية الثانية وما خلفته من دمار وتشريد، كانت المرحلة الثانية من إعادة بناء النمسا ليس بأقل صعوبة من سابقتها، وتجسدت هذه الصعوبات بالخلافات الحزبية والولاءات السياسية للدول الكبرى الراعية لمشاريع التقسيم، فقد عملت الإدارة الأمريكية على استقطاب عدد من الشخصيات السياسية النمساوية المجلد ) 4 ( العدد ) 3 ( ايلول 2014 0 8 0 المهجرة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وتسخيرها لتبني وجهة نظرها، على الرغم من أن هذه الشخصيات كانت من الاحزاب المحافظة "الاشتراكي الديمقراطي" و "المسيحي الاجتماعي" فضلا عن تمتع معظم أعضاء هذين الحزبين بروح الأستبدادية وفشلهما في تحقيق استقرار سياسي وأقتصادي في النمسا خلال حقبة الثلاثينيات من القرن العشرين، الى جانب ذلك أتهمت المقاومة النمساوية عدد من هذه الشخصيات بالتطرف والعمل لصالح النازيين. وهكذا كان سعي الإدارة الأمريكية الحثيث على أبعاد الأحزاب اليمينية المتطرفة واليسارية من تقلد مناصب سياسية وإدارية هامة في المؤسسات النمساوية الجديدة، وعدت هذين الحزبين أكثر تطرفا من الأحزاب الاخرى، والسبب في ذلك هو رفض هذين الحزبين للمشاريع الأمريكية القائمة على اساس الألفة )التوافق السياسي( بين أعضاء هذه الأحزاب في إدارة النمسا.

