نون الوقاية في اللغة العربيّة وقاية من الكسر أم وقاية من التوهم

Authors

  • علي حسين حمادي
  • محمد عبد أبو جاسم

Abstract

شاع في الدراسات النحويّة أنّ استعمال نون الوقاية مع الأفعال كان بسبب إسناد الأفعال إلى الضمير ياء المتكلّم  ، وهذا ما يوجب كسر ما قبل الياء ، فكان استعمال النون وقاية ً من الكسر ، ومنها جاءت تسميتها بذلك . وقد ألحقت بالأفعال بعض حروف الجرّ ، وبعض الظروف ، والحروف المشبّه بالفعل ، فجاءت متصلة بنون الوقاية عند إسناد ياء المتكلّم لها. وعند البحث والاستقصاء عن هذه المسألة ، لوحظ أنّ العلماء القدماء قد تنبّهوا إلى أنّ الفعل يُكسر عند اتصاله بياء المخاطبة ، ولم تُستعمل نون الوقاية . وهذا الأمر جعل بعض العلماء يبحثون عن أسباب أخرى لهذا الاستعمال ، فرأى بعضهم أنّ استعمال نون الوقاية لأمن اللبس بين ياء المتكلّم وياء المخاطبة . وقد أحصى بعض المحدثين المواضع التي تستعمل لأجلها نون الوقاية ، وبيّن أنّ استعمالها كان لغرض دفع التوهم بين المتكلّم والمخاطب ، أو لأغراض معنويّة أخرى ، أهمّها : التوكيد . وحاول بعض الباحثين المحدثين دراسة استعمال نون الوقاية صوتياً ، وتوصل إلى أنّ لذلك مسوّغات عدّة ، من أهمها : المسوّغ الصوتيّ بسبب المقطع المتكون ، والمسوّغ المعنويّ ، الذي ينقسم بدوره إلى قسمين : الأول : التوكيد ، والآخر : دفع التوهم في المعنى المقصود . وجاء هذا البحث بتوجيه آخر لاستعمال نون الوقاية مراعياً حركة الفعل قبل إسناده إلى ياء المتكلّم ، وبقاء هذه الحركة بعد الإسناد ، وهذا ما يحقّق المزدوج الصوتيّ في أغلب الحالات ، فكان استعمال نون الوقاية تخلصاً من هذا المزدوج الصوتيّ المتحقّق ، فضلاً عن الأسباب ، التي أشار إليها العلماء القدماء والمحدثين.

Downloads

Published

2024-12-30