شعر المناسبة عند أبي العباس الجراوي "دراسة في المنهج والغاية"

Authors

  • صابرين خلف حسين

Abstract

شعر المناسبة هو ما يقوله الشاعر في مناسبة ما، قد تكون  شخصيةً أو اجتماعية أو سياسية . وقد مثّل الشعراء لسانًا إعلاميًا هامًا لدى مجتمعاتهم قديمًا وحديثًا، يرفدونهم بتأريخ مفصلا لمناسباتهم، لذا فيمكننا القول بأن شعر المناسبة تحديدًا مثل تقلبات المجتمع وأحداثه خير ثمثيل السياسية والدينية والاجتماعية. فالشاعر إمّا يكتب المناسبة شعرا بمحض إرادته أو عنوة أو استجابة لتكليفٍ رسمي يستدعي القول، إلّا إنّه في كثير من الأحوال مُختفِ الشخصية وراء ما أثبته من مناسبة معينة ، إذ يصعب الوصول في شعر المناسبة لأهواء الشاعر أو توجهاته ورؤياه أو حرارة إنفعالاته. إلّا إنَّ هذا الكلام لا يعممُّ على شعر المناسبات كلّه، فثمة قصائد قيلت في مناسبات دينية وسياسية تفيض عاطفةً صادقةً، أو أماديح في مناسبات معينة تضم إنفعالات أصحابها النابعة من صدق انتمائهم. لكننا في أغلب قصائد شعر المناسبات نستشف ذوبان شخصية الشاعر ؛ إذا إنَّ مدار الحديث ليس عنه وإنّما عن الشخصية صاحبة المناسبة فتكون محط عنايته في قصيدته. أمّا شاعرنا أبو العباس الجراوي(٦٠٩هـ) فقد كان كثير الاحتفاء بمناسبات الدولة الموحديّة، ومُلازمًا لرجالاتها، صوّر حروبهم وغزواتهم ، وفتوحاتهم، ومجّد انتصاراتهم، حيث كان مُكثرًا  لذكرهم وداعيًا لأفكارهم السياسية والدينية لاسيما أفكار ابن تومرت مؤسس الدولة الموحدية.حيث أرّخ مناسبات العصر الموحدي شعرًا ودافع  عنهم وناصرهم وشمل شعره الكثير من مظاهر الحياة والأحداث السياسيّة والحربيّة والدينيّة. فقد شهدت الدولة الموحدية أحداثا كثيرة، وهذا التنوع في الأحداث كان المحفز لظهور شعر المناسبات ونموّه. أمّا غاية أبي العباس الجزاري في شعر المناسبات  فغاية إعلامية تسويغية، إذ سوّغ لرجالات الدولة الموحدية حروبهم ووقائعهم وجمّل قبيحهم ونشر جميلهم، فأصبحت نصوصه تحمل جنبة  تأريخية لتلك المناسبات.

Downloads

Published

2025-04-08