الحنابلة في العصور العباسية المتاخرة

Abstract

نشأ المذهب الحنبلي وهو احد المذاهب الإسلامية التي ظهرت في أوائل القرن الثالث الهجري بصوره تدريجية مبتدأ بحياة الأمام احمد بن حنبل وحياته وحياة أصحابه وتلاميذه من بعده ، إذا ان تأسيس المذهب قائمه على جهود الأمام احمد ابن حنبل التأصيل والتكوين وجهود أصحابه في الحفظ والتسجيل وذلك في أواخر القرن الثالث0 أما الإطار المكاني الذي نشأ به المذهب الحنبلي فهو نشأ في عاصمة الخلافة السلامية ومدينة السلام والعلم والعلماء بغداد ثم انتقل إلى الأمصار الأخرى عن طريق أصحابه الذين تفرقوا من بعده في الأمصار المختلفة فتوسع بذلك الإطار المكاني للمذهب الحنبلي حتى طال اصبهان ومر والجزيرة والشام ومصر وغيرها كان هناك اختلاف بين الحنابلة والأشاعرة في بعض المسائل العقائدية مثل الاستواء ورؤية الله وتفسير الصفات، ووقعت بينهما بعض الفتن أشهرها "فتنة ابن القشيري’ تميز الفقه الحنبلي بعدم غلق باب الاجتهاد وإعطاء دور للعقل في البحث عن الدليل وبناء الأحكام. تأسست مدارس خاصة بالمذهب الحنبلي في بغداد وغيرها، وكان لها دور في ترسيخ المذهب وتكوين أتباعه برز علماء حنابلة كان لهم تأثير في المجتمع، وإن كانت العلاقة مع السلطة العباسية قد شهدت تقلبات تميز المذهب الحنبلي بتأكيده القوي على الكتاب والسنة النبوية كمصدرين أساسيين للتشريع، مع إعطاء أهمية كبيرة لأقوال الصحابة. هذا الاتجاه أثر في طريقة الاستنباط الفقهي لدى أتباعه كان أتباع المذهب الحنبلي غالبًا ما يتميزون بحرصهم الشديد على اتباع السنة ومناهضة البدع والمستحدثات في الدين كان للحنابلة آراء مميزة في بعض المسائل العقائدية،