قصيدة الرؤيا في شعر مؤيد الراوي من المرئي إلى اللامرئي
Abstract
تتصدر قصيدة الرؤيا في شعر الشّاعر العراقي مؤيد الراوي (1939-2016م) أغلب مجموعاته الشّعرية، والرؤيا الشّعرية تعد اهم عناصر القصيدة الجديدة؛ ذلك أن هذه القصيدة تعبير عن رؤيا شعرية مغايرة لما سبقها من نماذج شعرية وموضوعات كلاسيكية متعددة، فالرؤيا بالنسبة لهذا الشّاعر عبور من العالم المحسوس إلى عالم غير محسوس، ومن عالم يومي متناه إلى عالم مجرد غير متناه، ومن صور حسيّة إلى صور ذهنية، وتراكيب قصيرة مكثفة دلالياً يقوم معناها في ذاتها لا خارجها، إلى ما لا نهاية من المميزات التي تضمها قصيدة الرؤيا بوصفها كشفاً جديدا لرؤى الشّاعر وفلسفته الفنيّة والجمالية، كما أنها تقوم على تجربة الشّاعر وخبراته المتراكمة التي مصدرها الواقع وتجاربه الفنية ورؤياه الجمالية، وهي تستقصي ابتكارات فنية جديدة تعبّر عن رؤياه، والكشف عن المجهول والخفي فيما وراء الأشياء المرئية. وهي اسقاط تخيّلي لرغبات الإنسان ومخاوفه، فهي رؤيا لاكتشاف المجهول والغامض، وهي رؤيا للوصول إلى حقيقة الأشياء وجوهرها. ولهذا هيمنة موضوعات القلق الوجودي، والموت، والكشف، والمرايا، وهموم الإنسان المعاصر على قصائده الرؤيوية بحسٍّ تراجيدي سوداوي في مجمل هذه القصائد، ثم انفتاح إمكانيات القصيدة على التآلف والتلاحم مع الموت، وتضمين موضوعات في العالم اللامرئي، وتصوير الجسد الإنساني وقلقه وتوتره في الحياة.