سياسة ريغان تجاه ليبيا ١٩٨١_١٩٨٦
Abstract
تتناول البحث الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا في بداية الثمانينيات، مع تولي رونالد ريغان رئاسة الولايات المتحدة الامريكية، شهدت المدة تغيرًا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، إذ اتبعت إدارة ريغان سياسة العقوبات الاقتصادية ضد ليبيا بهدف زعزعة استقرار نظام القذافي، لذا فرضت الولايات المتحدة الأمريكية قيودًا على التجارة والسفر وطلبت من الشركات الأمريكية مغادرة ليبيا، مما أدى إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد الليبي تزايدت التوترات مع اتهامات بأن ليبيا كانت تدعم الإرهاب وتقوم بعمليات اغتيال، بينما كان القذافي يرد على تلك الاتهامات بإنكارها وطلب الحوار مع الولايات المتحدة الامريكية، واستمرت الأخيرة في تأليب الدول الغربية ضد ليبيا، مما دفع بريطانيا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طرابلس. ومع تصاعد التوترات، نفذت الولايات المتحدة الأمريكية عمليات عسكرية ضد ليبيا في تشاد، وأثرت على الوضع الأمني في المنطقة، بينما حاول القذافي تعزيز موقعه في الساحة الدولية من خلال الدعوة للوحدة العربية، انتهت السنوات الأولى من إدارة ريغان بتصعيد العقوبات، إذ اتخذت واشنطن إجراءات أكثر قسوة ضد ليبيا بعد الهجمات الإرهابية في عام ١٩٨٥، مما زاد من عزلة القذافي دوليًا وأدى إلى تداعيات سلبية على العلاقات الليبية الأمريكية، من هذه الهجمات هي الغارة الأمريكية على طرابلس عام ١٩٨٦ إذ تعد الغارة الأمريكية على طرابلس في عام ١٩٨٦ نقطة تحول في العلاقات الأمريكية الليبية، اذ كانت تمثل مواجهة مباشرة بين قوة عظمى ودولة صغيرة، مما أدى إلى تداعيات سياسية وعسكرية واسعة النطاق، وفي الوقت الذي حاولت فيه الولايات المتحدة الأمريكية أن تفرض هيمنتها، ساهمت الأحداث في تعزيز القذافي وخلق بيئة من التضامن العربي ضد التدخلات الغربية، مما يبرز التعقيدات الدائمة في السياسة الدولية .