تجليات المكان في ديوان (ضفَّتان لعمرٍ واحد)

Abstract

  يتناول الباحث في دراسته ديوان ضفتان لعمر واحد للشاعر مشتاق حميد فنجان، مركّزًا على تمظهرات المكان وأبعاده الجمالية والفنية في النص الشعري. وقد سعى الشاعر إلى توظيف المكان بشكل فني واقعي يعكس رؤاه الفكرية والنفسية، مما دفع الباحث إلى تحليل هذا العنصر بوصفه بنية أساسية في تشكيل الدلالة داخل الديوان. قُسّمت الدراسة إلى أربعة مباحث: المكان المفتوح والمغلق، المكان والشخصية، المكان والزمان، ما يتيح تغطية شاملة لتجليات المكان. يظهر المكان في الديوان ليس كعنصر وصف خارجي فقط، بل ككيان حيّ يتفاعل مع الشاعر وشخصياته، ويكثّف من عمق التجربة الشعرية. يُستثمر المكان ليرمز إلى الاغتراب، والحنين، والانتماء، والتاريخ، فيمنح النصوص أبعادًا متعددة. كما يُسهم في بناء المشهد النفسي للشاعر ويعكس صراعاته الداخلية. ومن خلال هذا التوظيف الفني، يرسم الشاعر لوحة شعرية نابضة بالحياة والمعنى. لقد استطاع الباحث من خلال تقسيمه المنهجي أن يقدّم قراءة نقدية جادة تسلط الضوء على خصوصية المكان كأداة فنية وتأويلية في شعر مشتاق فنجان ، و ويُلاحظ أن الشاعر لا يكتفي بوصف المكان، بل يُفعّله بوصفه جزءًا من التجربة الوجودية التي يعيشها، فيصبح المكان شاهداً على تحولات الذات وتفاعلاتها مع العالم. كما يتجلّى البُعد الرمزي للمكان في استحضار الأمكنة التاريخية والوطنية التي ترتبط بالهوية والذاكرة. ومن خلال تنوع الأمكنة ما بين مغلقة ومفتوحة، وماضوية وراهنة، يكشف الشاعر عن رؤيته للواقع والإنسان. لذا، فإن دراسة المكان في هذا الديوان لا تُعد تحليلًا جماليًا فقط، بل هي أيضًا استكشاف لبنية الوعي الشعري لدى مشتاق فنجان.