الترهيب السياسي في شعر العصر العباسي الأول (132هـ -232هـ)
Abstract
في السياسة لا جدال في العنف فهو وسيلة مقبولة أو حتى ضرورية لتحقيق الهيمنة السياسية وتوطيد أركان السلطة ، وقد تجلى هذا الأمر بوضوح مع بداية صيرورة الدولة العباسية ،التي تبنت أسلوب الترهيب كاستراتيجية لتعزيز نفوذها وإحكام قبضتها على مقاليد الحكم، وتجلى هذا المنطق بوضوح في الخطاب الشعري لتلك الحقبة ، فالمتأمل لطبيعة الخطاب الشعري في العصر العباسي ، لا يسعه إلا أن يلحظ انخراط الشعراء بشكل فاعل في تشكيل المشهد السياسي ، إذ يتماهى الشعراء مع النظام السياسي بما يعزز من قوة الدولة ويدعمها ،فبواسطة اللغة الشعرية تحققت أفعال متنوعة ترمي إلى التأثير في المتلقي وتوجيهه ،كالترهيب والوعد والوعيد والتخويف والإقصاء وغيرها من الآليات التي تسعى إلى تشكيل الوعي الجمعي ،وعلى هذا الاساس حفلت الخطابات الشعرية بالدلالات والصور الترهيبية ومشاهد القتل والعنف التي طالت معارضي السلطة ، لتكون علامة فخر بتحقيقها الانتصار على المعارضين من جانت ، وغرس الخوف والرعب في ذهن كل من يحاول معارضة السلطة من جانب أخر ، فمن خلال الشعر سعت السلطة إلى تشكيل عقول المجتمع وتمرير ما قد تنطوي عليه سياستها من عنف وهيمنة ، وتحاول تبرير افعالها من خلال اسباغها بهالة من القداسة والتأييد الإلهي ، الذي اتخذته كقناع لكل أفعال العنف والترهيب التي تمارسها ، مما يجعل المتلقي في خضوع دائم لها ولسياستها .