الاستراتيجية الاقناعية في كلام الامام السجاد (عليه السلام)
Abstract
يُعد الإقناع جوهر العملية التواصلية، ولا يتحقق إلا بتكامل أركان الخطاب ( المتكلم، والمتلقي، والرسالة ) في إطار اللغة بوصفها أداةً ووسيلةً لتحقيق الغرض التواصلي. فيرسم المتكلم عبرها استراتيجيته الاقناعية لإيجاد السلطة التي تسهم في تحقيق منافعه وغاياته التواصلية من الخطاب في عرض افكاره عبر احداث تغيير في موقف المتلقي العاطفي او الفكري ويتطلب ذلك كفاءة المتكلم وقدرته اللغوية في اختيار اسلوباً مناسباً مع اهدافه المرجوة عبر لجوئه الى بعض الوسائل المختلفة لتحقيق اهدافه الحجاجية للتأثير في المتلقي وأقناعه .
،حيث يتجلى هذا البُعد الإقناعي بوضوح في كلام الإمام السجاد (عليه السلام)، حيث تميز بنزعته البلاغية وتوظيفه لمختلف الآليات اللغوية والحجاجية لتوجيه المتلقي والتأثير في وعيه وفكره وعاطفته. فقد عمد الإمام إلى توظيف آليات متعددة، لكي تضفي فاعلية دلالية على رسالته وإحكام تأثيرها. ويقتضي هذا التوظيف امتلاك المتكلم كفاءة لغوية عالية، وقدرة خطابية واعية تمكنه من صياغة الخطاب بأسلوب تواصلي ذات بعد حجاجي إقناعي قادر على تجاوز لحظته الزمانية ليبقى أثره ممتدًا في الوجدان والعقل معًا، قائم على التواصل والتأثير والإقناع.