موقف المرجعية الدينية السنية اللبنانية من حرب السنتين في لبنان(1975 - 1976)
Abstract
لا يختلف إثنان على حقيقة تاريخية مفادها إرتباط الدين في السياسة على مر العصور التاريخية في مختلف دول العالم لا سيما العربية منها,فكان الموقع الجغرافي المتميز للبنان حافزاً لتسابق الدول الأوربية في السيطرة علية وتسييره وفق رؤاها الأستراتيجية,وبما أن لبنان بلد ذو مجتمع متعدد الطوائف وذا ديانات متنوعة فكان من الطبيعي أن يزعم تلك الطوائف مرجعيات دينية توجهها وتباشر أعمالها وتتخذ مواقف بإسمها لمواجهة أي خطر داهم أو أمر فادح وجسيم وكذا الحال ينطبق على مواجهتها لإطماع الدول الأوربية التي لا تتدخل بصورة مباشرة في الشؤون الداخلية للدول العربية وإنما تحت ذريعة أعدتها مسبقاً,فجاءت الحرب الأهلية اللبنانية عام1975كفرصة مؤاتية لتلك الدول والتي سعت لإستغلال الأسباب الدينية للحرب في محاولة منها لكسب ود هذه الطائفة أو تلك ,وبالنتيجة دعمها للتصادم مع بقية الطوائف التي لا تحبذ التدخل الدولي في الحرب المذكورة,ووفقاً لهذه المنطلقات برزت لكل طائفة دينية مرجعية خاصة بها أدت دوراً فاعلاً في أحداث الحرب الأهلية,ومن تلك المرجعيات كانت المرجعية الدينية السنية والمتمثلة بدار الفتوى التي تأسست في عام1909 على أثر صدور فرمان عثماني يقضي بتأسيس مرجعية دينية تتولى كافة الأمور الدينية الخاصة بـ الطائفة السنية وتم أنتخاب الشيخ مصطفى نجا أول مفتي للسنة في لبنان ومن ثم تولى دار الفتوى عدة أشخاص وصولاً إلى الشيخ حسن خالد الذي تسنم دار الفتوى في عام1966وأدى دوراً مباشراً في التخفيف من حدة الحرب المذكورة.