الواقعية السحرية في رواية مدينة الرياح لموسى ولد إبنو
Abstract
إنّ رواية (مدينة الرياح) تحاول أن تعيدَ تشكيل الواقع مرة ثانية، فعندما ينقلنا الكاتب من زمن قبل التأريخ " القرن الحادي عشر" الى المستقبل (2055م) بفضل الخضر "ملك الزمان كما تصفه الرواية " يحاول أن يثبت الحقيقة " والتي هي من وجهة نظر الكاتب " إنّ الانسان يزدادُ شرا بعد شر حتى تسبب في هلاك وفناء الحياة على كوكب الارض، فقد اجتمع في هذه الرواية التراث القديم (المتمثل بالنص القرآني) والخيال العلمي (المتمثل برغبة الانسان بالسفر عبر الزمن للمستقبل). فالواقعية السحرية تقوم على دمج الواقع باللاواقعي حيث تكتسبُ سحرها من كونها نتاج الخيال ومتحدية الاعراف السردية، لقد ركزتْ الروايةُ على عنصر المكان والزمان معا، فالمكان القارة الافريقية وما حوته من بيئة صحراوية وما مثلته هذه البيئة من اجتماع الواقع الاجتماعي والسحري معا. وفي الزمان الذي امتدّ عشرة قرون عبر التأريخ والمتصور عن المستقبل من خلال قراءة الذكريات عبر الحاسوب المتصل بجمجمة (كارا) أمّا الخطاب الديني الذي كان حاضرا في كل فصل من الرواية واللغة التي استخدمها الكاتب في روايته فكانت لغة (تراثية، فلسفية، وعلمية )(ولد ابنو, 2018) أعطتْ الرواية بعداً آخر يجذبُ القارئ العربي المسلم .(وأخذ النص مكانه في خانة الحفظ في المكتبة العمومية بمعهد أركيو لوجيا الفكر البشري تحت عنوان : " سكرة موت كارا 425هـ- 1479هـ ")(2) تناول البحث كيف وظف الكاتب العجائبي والسحري كأدوات فنية وجمالية تهدف إلى زعزعة المعايير التقليدية للواقع، وكشف هشاشة الأنظمة السياسية والفكرية، وإعادة صياغة الأسطورة المحلية في خطاب روائي معاصر. يتجسد ذلك في حضور الكائنات العجيبة، وتداخل العوالم الزمنية، وتحول الشخصيات بين الوعي واللاوعي، مما يعزز التوتر بين الواقع والخيال، وبين العقلانية والأسطورية