العلاقات الثقافية المصرية – التونسية 1956- 1970
Abstract
تتّسم العلاقات الثقافية المصرية التّونسيّة بحالة من عدم الاستقرار تتخلّلها أحياناً مراحل من المدّ والجزر وذلك بحسب الظّرف الذي يمرّ به أحد البلدين ،إذ كان التبادل الثقافي بين الجمهورية العربية المتحدة وتونس متأثراً بسياسة الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وأيديولوجيته الثقافية المعتمدة على اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية السائدة في المجتمع التونسي ،فضلاً عن التعاون الثقافي الذي يعد انعكاساً للظروف السياسية التي غلب عليها التوتر ، وبذلك قل التبادل الثقافي في تلك المدة وكان منحصراً في أشياء قليلة حتى عام 1964 عندما اقترب بورقيبة من الكتلة العربية وتحسنت علاقته مع الجمهورية العربية المتحدة والذي دفعه إلى الاتفاق معها على توقيع اتفاق ثقافي لتنظيم العلاقات الثقافية بين البلدين ، وقد وقعت الاتفاقية الثقافية أثناء زيارة الرئيس بورقيبة للجمهورية العربية المتحدة في شباط عام 1965 والتي تمحورت حول الصحافة والإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما والآثار والسياحة ونصت على توحيد النظم وتنسيق الجهود في مجال الإعلام وتبادل المعونة بين الطرفين للنهوض بالحياة الثقافية العربية وتدعيم الفكر العربي في البلدين بحيث تتماشى مع الإطار العام لتوثيق علاقاتهما في كافة الميادين الثقافية والفنون، وإن الهدف من هذه الاتفاقية هو تدعيم العلاقات الدبلوماسية وتشجيع ثقافة كلا البلدين.
ولكن هذه الاتفاقية سرعان ما تعرضت للتأجيل بسبب التوتر الذي حصل في العلاقات بينهما عام 1965 عقب خطاب بورقيبة الشهير في مدينة أريحا الفلسطينية، ودعوته إلى الحوار مع إسرائيل على أساس قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1948 ، واعتبر ذلك خروجاً عن الصف العربي.
وقد استمر تأجيل تنفيذ الاتفاقية حتى عام 1967 إذ تحسنت بعدها العلاقات بين الجمهورية العربية المتحدة وتونس وانعكس هذا التحسن على العلاقات الثقافية ، فقد شاركت العديد من الفرق الفنية المصرية في الكثير من المهرجانات التونسية وبالعكس ، فضلاً عن مشاركة تونس في العديد من الأفلام المصرية من أجل تدعيم التبادل الثقافي بين البلدين وتبادل التجارب في هذا المجال ، ولتسليط الضوء على الأنشطة الثقافية والفنية التي تخص البلدين.
وتأسيساً على ما تقدم فقد عانى التبادل الثقافي بين البلدين في كثير من الأحيان من تداعيات التوترات السياسية الموجودة بين البلدين الأمر الذي وصل إلى حد المقاطعة الثقافية ، علماً بأن تونس لم تكن تمتلك مراكز ثقافية كالتي في مصر، والتي كانت حاضرة من خلال مؤسساتها الثقافية.