الروايات السلطوية في تدوين السيرة النبوية
Abstract
تمثل السيرة النبوية البداية الحقيقية للتاريخ الاسلامي ، لا من حيث التدوين فقط ، وانما من حيث نشر الثقافة الاسلامية التي تمثل التطبيق العملي لسيرة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وبما ان الاحداث السياسية التي جرت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت تمثل صراعاً سلطوياً في معظمه ، فقد ألقت هذه الحالة بظلالها على ما دوّن من تاريخ يمثل الرسالة الاسلامية في عهودها الاولى. وبعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأت العقلية السياسية التي تسخّر الدين والرسالة لمصلحتها بالظهور وبقوة من خلال الروايات والاحاديث المنسوبة لسيد الكائنات (صلى الله عليه وآله وسلم). وبدأ من خلال هذه الاحاديث المنسوبة السعي الممنهج لاحداث عملية التغيير الجذري ، لا بالقضاء على الدين وانما بالعمل على تطويعه ليصبح حاملاً للفكر السياسي ومروجاً له ومشرعناً لقراراته. وكل هذا حصل من خلال كتابة سيرة نبوية تحاكي وتلائم تصرفات السلطة السياسية ، بدأها الامويون واكملها العباسيون ، الذين صوروا سيرة المصطفى وكانها سيرة تهاجم الناس وترغمهم على القبول بطرق مرعبة ، وكأن الدين الاسلامي هو دين دموي ، وصبغ تاريخ الاسلام بهذه الصورة من خلال تدوين السيرة في القرون التالية لوفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). جاءت فكرة هذا البحث لتناقش اثر الروايات السياسية التي دونتها السلطة ونسبتها لسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كي تكتسب شرعية لادامة حكمها ، ومبحث اخر تحدث عن الظروف التاريخية والعسكرية لاسباب وضع الاحاديث المختلقة على لسان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واثر على ذلك على تشويه السيرة العطرة.