أثر الوهم في الوضع اللغوي
Abstract
تعد ظاهرة الوضع سببا أساسياً في الفهم الخاطئ للآراء , والنقص الشائع للاستقراء التام للموضوعات النحوية واللغوية , اذ يجب على الباحث المتمحص أن يلج أسرار الكتب اذا ما اراد ان ينقل نصا منها , وعليه الا يغير في قصدية النص الأصلي , فإن غيّر ذلك النص حصل الوضع عمدا أو سهوا ، وهذا التغيير الحاصل للنصوص ينتج عنه الوضع , إذ قد تفسر النصوص الموضوعة تفسيرا ينسب لصاحب النص الأصلي , إلا أنه لم يقل ذلك , وما ان طال الزمن حتى وجدنا تلك النصوص الموضوعة قد نقلها آخرون , مما أدى لشيوع هذه الظاهرة ، يهدف هذا البحث الى دراسة أثر الوهم في الوضع اللغوي والنحوي عند العرب , اذ إن كثيرا من الاراء والنظريات قد وضعت على النحويين وهماً , ولم يتحرّ عنها واضعوها , ولم يتتبعوا أقوال النحوي المبثوثة في كتبه أولا , وفي كتب معاصريه ثانيا , فتارة نجد الواضعين ينقلون آراء العالم عن غيره , وينسبون اليه أقوالا لم يذكرها هذا العالم تارة أخرى, فينتج عن الوضع تغيير في الاراء والقواعد ، وتعددت الأسباب التي أدت لوقوع الباحثين في الوهم , فمنها ما كان لاختلاف النقل سببا للوضع , أو اعتماد آراء المتأخرين , وقد يكون الوهم ناتجا عن سوء الفهم لدى الباحث , أو نتيجة للاضطراب الذي ينتج عن نقل النصوص , فهذه الاسباب كلها أدت الى الوقوع في الوهم مما أدى الى وضع قواعد وعلل لم يقلها أصحابها , بل وضعت عليهم وهماً .