الاستعارة في ضوء اللسانيات العرفانيّة – النظرية التصوريّة لجورج لايكوف ومارك جونسون إنموذجًا
DOI:
https://doi.org/10.32792/jedh.v14i3.485الكلمات المفتاحية:
اللسانيات العرفانيّة، الاستعارة، المجال التصوري، الاسقاط التناسبيالملخص
احتلت الاستعارة موقعًا متميزًا بين مباحث علم الدلالة العرفانيّ ؛ لأنّها تمثّل آلية ذهنية إفهاميّة ، تؤدي دورًا يوازي الدور الذي تؤديه حواسنا البشرية . ولا يقتصر وجود الاستعارة على اللغة الابداعية ، بل إنّها موجودة في تفكيرنا، وفي أعمالنا ، وفي سلوكنا ، ويستعملها الجميع حتّى الأطفال وفي مراحل عمرية مبكرة ، فنحن نحيا بالاستعارة . وقد تتجلى الاستعارة من خلال اللغة ، إلا أنّ موقعها الأساس هو الذهن، فهناك فرق بين التصور الاستعاري والتعبير الاستعاري ( اللُّغويّ) . وفضلًا عن تجلّيها من خلال اللغة ، فإنّ لها تجلّيات غير لُغويّة ، كحضورها في الأساطير ، والرؤى ، والأحلام ، والأعمال الأدبية، والرسوم المتحركة وغيرها. فهي وسيطٌ بين الذهن وبين العالم ، وهي وسيلتنا لتنظيم العالم من حولنا .
وقد ظهرت نظرية الاستعارة التصورية لأول مرة ، في كتاب ألفّه جورج لايكوف ومارك جونسون عام 1980م بعنوان ( الاستعارات التي نحيا بها ) و عُدّت الأفكار التي ظهرت في الكتاب ، أطروحات ثورية مجددة في النظر إلى الاستعارة خلافًا لما كان معهودًا في الدراسات الكلاسيكيّة التي حصرت وجود الاستعارة في ميدان الشعر ، و عدّت ما سواها غير جدير بالدرس؛ لأنّه مبذول بين الناس ولا ينمُّ عن إبداعٍ ، أو تميّزٍ