الحقول الدلالية في لاميّة العرب للشنفرى (ت نحو 70 ق ه): دراسة إحصائية تحليلية
DOI:
https://doi.org/10.32792/jedh.v14i3.501الملخص
رست رغبتي على ضفاف شاعر حاذق؛ لأغترف من بحره الزاخر الذي تعددت روافده، فوقع اختياري على لاميته التي ذاع صيتها، ودوّت شهرتها، ولا يُخفى أنها تضاهي المعلقات من حيث الشهرة، ولاسيما عندما تردد صداها، وراحت تجد طريقها إلى نفوس المتلقين، فأثارت إعجاب القدماء من اللغويين؛ وذلك لجزالة ألفاظها، ورصف معانيها، ووفرة مادتها اللغوية، وتنوع صورها المستوحاة من الوقع الذي يكابده الشاعر، إذ انعكس على سلوكه، وهذا ما توخيناه في لاميته المشحونة بوصف الغارات والفخر والإباء وقوة التحمل، وقد استعرض في إثنائها أدوات الحرب والصعاب التي واجهته، فضلا عن قساوة الحياة التي خاض غمارها في الصحاري، والمفاوز المترامية الأطراف والواسعة الأرجاء، فلم يجد فيها مأوى سوى أنه يفترش الأرض ويلتحف السماء، متخذا الحيوانات رفاقاً له بعد ما هجر أرحامه وذويه معلناً تمرده على نظام القبيلة، والمجاهرة بعدائه لها، ومن خلال هذه الظروف التي أحدقت به استطاع الانخراط في صفوف الصعاليك والسير على خطاهم.
وسنحاول في هذا البحث دراسة لامية العرب للشنفرى على وفق المستوى الدلالي من المنهج اللغوي، لدراسة أهم الحقول الدلالية المشتركة، وتحليلها؛ لتكوّن حقلاً دلالياً فرعياً، يضم بعض كلمات البيت نفسه؛ وذلك لمعرفة الحقول الدلالية التي كانت موضع اختيار الشنفرى وعنايته، واهتمامه، وتفكيره؛ ولتحديد حجم هذه الحقول في أبيات اللامية، أي عدد الكلمات التي يضمها كل حقل في البيت الواحد، ولمعرفة أنواع العلاقات الدلالية المؤدية إلى إدراج الأبيات مثلما وردت في ديوانه الذي جمعه وحققه الدكتور إميل بديع يعقوب