الهَـــويــــَّةُ في شِعر عَقيِل عَلي
Abstract
شغلت الهوية المدونة الأدبية والنقدية العربية ووقف عندها الأدباء والنقاد بالدرس والتحليل ، كونها انعكاس لتجارب معرفية جذورها متأصلة في الذات الشاعرة المبدعة، إذ اضفى لها هذا الانعكاس والتداخل الشمولية والاتساع الكبير فضلا عن خصوصيتها القارة متى ما استعملت بشكل مستقل من أجل إثبات وجودها المرتبط بطبيعة الحال بذات أو ذوات مختلفة تُريد إثبات هويتها, وهذا الأمر دعاني إلى الخوض في شعر الشاعر (عقيل علي)، الشاعر الذي ينتمي لجيل السبعين ذلك الجيل الذي ترك في خطاباته الشعرية بصمة مميزة، فهو مبدع ٌعندما تظهر هويته الذاتية تغيب تماما هوية الجيل الذي يرتبط به وعندما يقترب من أبناء جيله تظهر هويتهم بشكل واضح ، أي هوية الجيل الذي ينتمي إليه ، مما جعله أيقونة خاصة ولاسيما أن تنوع ظروفه وبيئته ، جعل من الهوية أمر في غاية الأهمية ، لقد حقق البحث مبتغاه الفكري والثقافي ؛ لأنه بحث في المختلف قبل المؤتلف، فجاء بالغريب الذي لا يساير العام السائد عند أبناء جيله فهو من شعراء الذين انمازوا بثقافة ذاتية مختلفة مثلت الصعلكة الأساس الرئيس الذي يبحث في كل غريب وغير سائد مما مثل ثقافة جديدة تمثلها الذات بشكل خاص وتنتمي إليها ، وهي ثقافة تجمع الفكر العربي والغربي على السواء ؛ لأن الغموض سمة غربية استطاع الشاعر توظيفها في شعره ، وهو أيضا من سمات الشعرية الحديثة التي استعملها وإن لم يقصدها بعينها ، لكنها تحققت بشكل أو بآخر في شعر الشاعر مما يعني أن نصوصه الشعرية شعرية حقاً لها هويتها . فجاءت ذاتيه واضحة مقارنة مع أبناء جيله ،أما على مستوى الهوية الجمعية فقد عمل الشاعر على الإفادة الواعية من التراث العربي وإن كان بصورة إيحائية ، وكأنه يحاول العودة إلى التراث ، وهذا من سمات الجيل الذي سايره الشاعر لإثبات هوية الجماعة ، فضلا عن القول في الجانب السوسيولوجي وهو يمثل الجانبين الفردي والجماعي ، مما جعل هوية عقيل علي مختلفة باختلاف نزعاته وطروحاته الشعرية المتمردة.