القراءات القرآنية عند المستشرقين دراسة صوتية
Abstract
نزل القرآن الكريم بلغة ً عربيةٍ بيّنته , منزله الله عز وجل { لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ} [ فصلت : 42] وهو دستورٌ شاملٌ لحياة المسلمين في شؤونهم الدينية والدنيوية , من أجل هذا كانت المحافظة عليه محافظة على مصير الأمة وكيانها. وقد تكفل الله تعالى بحفظ كتابه الكريم من الزيادة أو النقصان, ومن التحريف أو التبديل, مصداقاً لقوله تعالى : { إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ } [ الحجر: ٩ ] . أنَّ مصدر القرآن الكريم من الله تعالى , نزل به الأمين جبريل ( عليه السلام) على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) , فلا يستطيع أحد تغييره أو تبديله . فشكك بعض المستشرقين بحقيقة القرآن الكريم وأنه كلام الله المعجز, وحقيقة تعدد القراءات القرآنية سنُةً لصيانة النص الكريم , وللتيسير ورفع الحرج عن الإمة. فجاء هذا التعدد دليلاً على إعجازه ومرونته في احتواء الأوجه المختلفة للسان العربي . وقد ذهب بعض المستشرقين إلى أن اختلاف القراءات القرآنية يعود إلى أهواء القراء واجتهاداتهم الشخصية , محاولين بذلك التشكيك في أصالة هذه القراءات وثبوتها, على الرغم من أنّ التراث الإسلامي أثبت أنها نُقلت عبر أسانيد دقيقة ووفق قواعد علمية راسخة , تجلى ضعفهم في فهمهم للغة العربية , إضافة إلى ما حمله بعضهم من مواقف سلبية تجاه ما أنزل الله تعالى , مستغلين جهل بعض المسلمين بدينهم وضعف إلمامهم بثقافاتهم, مما مكّنهم من تمرير شبهاتهم في إطار دراسات ظاهرها علمي , ولكنها تفتقر في كثير من الأحيان إلى الموضوعية والدقة والمنهجية . تناول هذا البحث القراءات القرآنية عند المستشرقين دراسة صوتية , وقد تحدثت فيه عن بعص الظواهر الصوتية : كالإبدال , والتخفيف والتشديد , والإدغام والإظهار. وقد اعتمد البحث على مؤلفات بعض المستشرقين ممن كتبوا في هذا المجال , ومنهم : تيودور نولدكه, واجنتس جولد تسيهر, برجشتراسر. مستعرضاً لمواقفهم وآرائهم ولتحليلاتهم, بالإضافة إلى مقارنة ذلك بآراء علماء المسلمين . تهدف الدراسة الى توضيح الرؤية الاستشراقية تجاه القراءات القرآنية , من خلال تحليل صوتي يستند إلى المنهج الاستقرائي التحليلي . فجاء البحث شاملاً لتوجيههم للقراءات القرآنية والرد عليها رداً علمياً دقيقاً. ثم عن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث .