تمثلات المقدس في الشعر الفاطمي

Authors

  • أ.د. رائد حميد مجيد
  • سحر رحيم عودة

Abstract

مثَّل الذات الإلهية ذاتاً مطلقة كاملة ، فهي ذات لا يشابهها أي من الذوات الأخرى ، فليس للمخلوق أن يحيط بالخالق ويدرك صفات ذاته بدلالة قوله تعالى : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلْمًا)[طه:110]، فالذات الإلهية منزهة عن العيوب ، كما أنَّها ذات تتميز بالعدل المطلق ونفي الظلم والجور والجهل عنه تعالى ، فالذات الإلهية ذاتاً تامة تتمتع بالقدرة والقوة والعلم التام ، والوجوب والحياة ، وفُطر الإنسان على طبيعة الاستخلاف ، أي أنَّ الله تعالى شرفه وكرمه من بين الكائنات ، فأصبح الكائن المتميز ، وهذه الخلافة تحدث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى : (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ) [البقرة:30]، فهذه الخلافة ليست استخلافاً لأدم (عليه السلام) بل هي استخلاف للجنس البشري كله، فالخلافة أمانة عظيمة توكل للبشر، وقد تجسد عند الشعراء الفاطميين فكرة التقديس للخليفة ، إنطلاقاً من الرؤية التي تشكلت في ذهن الشعراء من كون الخلفاء الفاطميون هم من ذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولكون الدولة الفاطمية هي دولة شيعية بنيت على أساس العقيدة ، لذلك سعى شعراؤها إلى تقديس الخلفاء ، وقد بلغ بهم الأمر إنزالهم منزل الاله ، والمبالغة في التقدييس بوساطة إضفاء الصفات الخاصة بالإله على الخليفة ، فتمتع الخليفة في ظل الدولة الفاطمية بهالة قدسية كبيرة وجاء هذا التقديس انطلاقاً من غاية الشعراء لإرضاء الخلفاء.

Downloads

Published

2025-07-09